لقد وجدنا على هذه الأرض كرها ولم نكن وحدنا من وجدنا ولكن هناك من الأمم ممن وجدو قبلنا, منهم من نعلمهم ونعلم سلوكياتهم الدموية, ومنهم من نجهلهم ونجهل سلوكياتهم ولكننا نبئنا بهم وبسلوكياتهم التي سيأتون من قعر الزمان ليعودوا ويمارسونها بحقنا نحن البشر .
وهذه الأمور من المسلمات الدينية سواء رضينا أم لم نرضى هم قادمون وللمفاجئة نحن لا نعلم تاريخ قدومهم لكننا نعلم أسلوب وطريقة ردعهم .
لكن ما أود قولة الآن أننا وجدنا ومن اللحظة الأولى لوجودنا متمثلا بسيدنا آدم عليه السلام , كان الصراع أحد مزايا, أو خاصه من الخصائص التي جعلها الله سبحانه, أحد روافد شهوات النفس البشرية .
واذا أردنا الولوج في الأمر أكثر سندخل في روحانيات الاتباع وصراع النفس البشرية المنتصرة دائما لذاتها بإتباع الشهوات والنوازع السلطوية وحب التملك والانانية الذاتية, وكل هذه مقدمات لبحوث لا تنتهي, لكن ما أود التركيز علية في هذه الرسالة هو أمر أعتبره تهذيبي لسلوكيات الإنسان الفرد من خلال توجيهه والتحكم بتصرفاته وأيضا الأسلوب المناسب لإدارة حروبه سواء مع نفسة او مع الآخرين لأننا متفقون أننا في هذه الحياة نعيش صراع محموم لا ينتهي .
واذا أمعنا قليلا في محتوى الترميز الدلالي لكلمة صراع سنكتشف أن كل شيء يبدأ عند الإنسان الفرد وأسلوبه وسلوكياته وطريقة تفكيره قرارات عقله المدير لكل هذه المزايا الذاتية التي تكتنفها النفس البشرية, ولهذا ومنه يعلم الإنسان الفرد أنه ولكي ينتصر في أي صراع أو حرب سمها ما شأت, يتوجب علية الانتصار على الذات, ذاته هو التي تحتكم لقراراته ولأفعاله وردود الافعال والتي هي نتيجة حتميه لتصرفات الآخرين تجاهه, ومن هنا نعلم أننا في خضم هذا الصراع كرها وليس طوعا, من هذا نستنتج أننا ولكي ننتصر في أي صراع يتوجب علينا امتلاك القدرة على الضبط الذاتي لسلوكياتنا الانفعالية وإرجاعها للحوكمة العقلية والتأني في أتخاذ أي قرار من شأنه العبور بنا الى ما نحتاج الوصول إليه سواء على المستوى المعنوي أو العلمي أو المادي أو الديالكتيك (الجدلية), وهنا وبعد كل ما تم تقديمة لإدارة صراعات الإنسان الفرد ومن ثم الجماعات, ويليها القدرة على أدارة صراعات الشعوب والفصل فيها والتوصل لنتائج مرضية يخضع لها المتصارعون أو المتحاربون , وأول صفة يجب على الإنسان الفرد امتلاكها والعمل على تنميتها وتطويرها ذاتيا قبل كل شيء هي (الإستراتيجية ), دعوني أعرج إلى أصل هذه الكلمة ومن أين أتت لأن في التبيان يكمن الإقناع, الإستراتيجية كلمة مشتقة من الإغريقية (ستراتيجوس) التي تعني حرفيا قائد الجيش, والإستراتيجية بهذا المعنى فن قيادة المجهود الحربي, وتمنح من يمتلكها من القادة تحديد وتقرير أي التشكيلات العسكرية التي ينبغي تعبئتها للحرب وعلى أي أرض تقاتل وما هي المناورات الواجب استخدامها من أجل أحراز التقدم على العدو, وللعلم وزيادة المعرفة كانت هذه الكلمة سابقا حكرا على القادة وهم وحدهم من يسمح لهم بدراسة معاني هذه الكلمة واستخدام مدلولاتها ونتائج التبحر في دلائلها وأيضا كان يمنع على أفراد الجيش دراستها أو الاطلاع على مفاهيمها ومدلولاتها وذلك لكي لا يستخدمها القادة الأصغر في إيجاد حركات ثورية من شأنها تفتيت الممالك وأسقاط أو استبدال أنظمة الحكم , نعم لهذه الدرجة كان قادة الجيوش يصلون بتفكيرهم الإستراتيجي .
دعونا نعود لما بدأناه وهو تهيئة الإنسان الفرد وجعلة استراتيجي الفكر ومتنور البصيرة في أدارة ذاته والصراعات التي قد يدخل بها طوعا أو كرها وكل هذا يبدأه من خلال السيطرة على الذات والتمتع بإدارتها حسب ما تقتضي حاجة الظرف أو الحالة , وهنا ما يتوجب على الإنسان الفرد العمل عليه, بأن يفكر بطريقة النحن ويبتعد عن الآنا قدر المستطاع ويجعل منها المراقب لكل ما يحصل من حولة ويصغي لكل كلمة تنطق لا بل لكل حرف يسمعه لأن الآنا هي المجمع وهي من تجمع أكبر قدر ممكن من البيانات وأيضا هي المسؤولة بشكل مباشر عن المحصلة أو القرار النهائي, وهذا يعني أنك يا أنسان أنت المسؤول عن كل النتائج النهائية لأي حدث أو فعل أو تصرف سيستخدم لصالحك أو ضدك.
وأول ما ينبغي على الإنسان الفرد فعلة لكي ينتقل لمرحلة الإنسان الإستراتيجي في أدارة نفسة هي الحرب على الذات, فأن في حرب الإنسان مع ذاته وترويضها وتثقيفها ورفدها بالمعرفة والعلم اللذين هما أسلحته العقلية الإستراتيجية في أدارة الصراعات ومهما على شئن هذه الصراعات ومهاما كانت جبهاتها متعددة الأطراف, فأن الإنسان الذي أستطاع أنا ينتصر على ذاته ويقوضها بقيمه, وإخضاع انفعالاتها هو وحدة من يستحيل هزيمته وبالذات أذا كان هذا الإنسان عايش حالة من الظروف الصعبة التي تعتبر أيضا من القواعد البينة التي تحثه على الارتقاء بنفسة والانتقال مما هو فيه الى واقع أفضل, وهذه الإستراتيجية أن أستطاع الإنسان الوصول فيها الى أهدافة وحققها وأستراح, سواء في المركز العلمي أو السياسي أو المالي الذي كان يطمح للوصول إلية . هو ذاته من يستحيل على أي أحد هزيمته . فهو من عاش الحياة بصراعاتها القذرة والمعقولة والمسالمة منها , فهو من يمتلك العقلية المسلحة بأسلحة الفكر الذي قد يفتقر له أخصامه مهما على شأنهم .
ثانيا: يجب عليك أن تتحلى بإستراتيجية التضاد (أعلان الحرب على أعدائك) وهذا كما تكلمنا سابقا بأن الحياة في أحد جوانبها عبارة عن معركة وصراع أبديان يرافقان الإنسان للحظة وفاته, ولا يمكنك القتال بفعالية ما لم تحدد أعدائك, لأن البشر يميلون بطبيعتهم الى المراوغة والتملص, فيضمرون نواياهم الحقيقية, ويزعمون أنهم يقفون في صفك, وهنا من الواجب عليك أن تكون محتاط ببحثك عن الوضوح لأنك تعلمت كيف تخرج أعدائك من مخابئهم, وتعلمت كيف تكشفهم عبر العلامات والإشارات التي تكشف عدوانيتهم ثم ما أن يصبحوا تحت ناظريك, أعلن الحرب عليهم سرا كما يقوم القطبان المتضادان في المغناطيس بخلق الحركة, فإن أعدائك المضادين لك يمكنهم أن يشحنونك بالهدف والاتجاه, وذلك من خلال وصفك لهم ومعرفتك بهم أنهم يعترضون طريقك ويمثلون ما تكرهه, وهذا ما يحتم عليك التحرك ضدهم, وتحويلهم الى مصدر طاقه بالنسبة إليك, ولا تكن متساهلا فبعض الأعداء التسوية معهم مستحيلة ولا حلول وسطى .
ثالثا: أجعل لأي حرب تخوضها بعدا روحيا , لأننا نحن البشر حياتنا عبارة عن معركة مستمرة , وهذا يعني أننا في مواجهة المعارك على الدوام دون انقطاع , هذه هي الحياة بالنسبة لجميع المخلوقات في كفاحها من أجل البقاء. لكن ما يميزنا نحن البشر أن أسمى معاركنا التي نخوضها, تلك التي تكون مع أنفسنا, في مواجهة ضعفنا وعواطفنا وافتقارنا للوضوح في رؤية الأشياء حتى النهاية. لذلك عليك أن تعلن حربا لا تتوقف على ذاتك كمحارب في هذه الحياة, وترحب بالمعارك والصراعات كطرق تثبت فيها جدارتك وتحسن من خلالها مهاراتك وتكتسب الشجاعة والثقة بالنفس والخبرة, بدلا من أن تكبت شكوكك ومخاوفك عليك أن تواجهها وتحاربها وتبحث عن المزيد من التحديثات وتدعو إليك المزيد من المعارك, لأنك بهذا الفعل تصوغ روح المحارب, ووحدها الممارسة الثابتة من ستقودك الى هناك, الى حيث تتمنى أن تكون.
لذلك أحذر أن تكون الحرب التي تخوضها الآن هي الحرب الأخيرة. ولهذا قلنا يتوجب عليك أن تتحلى بإستراتيجية حرب العصابات الذهنية, (أفكارك الداخلية ذكرياتك مؤرقات صفاء ذهنك ) لأن ما يثبط عزيمتك ويسبب لك التعاسة غالبا ذكرى ما من الماضي أي أنها تقبع هناك في سرداب الواقع المؤلم وتأتيك على هيئة ارتباط بحدث أو فعل ما تقوم به, لأنه هناك تكمن معادلات اللانتيجه والمستنفذة في الأصل, هي ذاتها ذكريات الانتصارات والهزائم القديمة التي من الواجب عليك أن تعلن الحرب عليها من وقت لآخر, وأن تجبر نفسك على التفاعل مع الواقع واللحظة الحالية
كن قاسيا على نفسك ولا تكرر التجارب المستنفذة نفسها, أحيانا عليك أن تجبر نفسك على الضرب في اتجاهات مختلفة, حتى لو كانت تتضمن مجازفة. لأن ما ستخسره في الراحة والأمان, ستكسبه بالمفاجأة, وبهذا التصرف أيضا ستجعل أعدائك في حيرة من معرفة ما ستفعله بعد غد لا بل في الساعة القادمة. لذلك أن تعلن حرب العصابات على عقلك من وقت لآخر من دون أن تسمح بخطوط دفاع ثابتة أو قلاع مكشوفة ومعنى هذا أن تبحث عن الهدوء والتفكير بصفاء وأن تجعل كل شيء سائلا متحركا , هذا وحدة سيصنع منك رجل المستحيل.
هذا ما كنت أبحث عنه أنا , لماذا أنا وكيف لي أن أكون , هذا ما يتوجب عليك فهمة واستيعابه, بأن هذه الحياة لا تغير من طباعها ولا سلوكياتها, بل ما يتوجب عليك الاقتناع به أنها تزداد في ضراوة ظروفها وقسوتها وجفافها وتفتقر الى الرحمة, وإياك أن تحولك هذه الحياة بظروفها وجفافها وفقدانها للرحمة الى ذاك الوحش المفترس, لأن لا ذنب للحياة بشيء, هي لينة مليئة بالخيرات والاهم أنها مطواعة لك, وهذا سيعرفك بأنك لست في حرب معها بل مع بني جسك هم اللذين جعلوك تتصور الحياة على شاكلة أفعالهم وحروبهم ضدك.
وهذا يجعلني أقول لك, ما هو الأسلوب الواجب عليك اتباعه في طريقة تفكيرك, بأن تجعل تفكيرك وكأنه نهرا يسير بسرعه, جعلك هذا أقدر على مواكبة الوضع الراهن والتفاعل مع التغيير, وكلما تدفق أكثر, أزداد قوة وقدره على تجديد ذاته, لذلك فإن الماضي بصدماته وخيباته وانتصاراته الصغيرة, ما هي الا الصخور والطين التي تعيق جريان وتدفق النهر, لذلك هذا ما يوجب عليك البقاء في صراعك المستمر على مثل هذه الأفكار والشواذر الفكرية التي تعترض جريان تفكيرك واخماد وأعاقة عقلك .
هنا وفي خاتمة القول دعني أقول لك لماذا النهر, وهذا التشبيه. لأن الحياة لم تعد تحتمل قساة القلب والعقل والفكر السلطوي النافذ, ولأن الحياة لم تعد تحتمل آلهة السلطة والإخضاع , لأننا نحن البشر بتنا متعبين من وجود هؤلاء بتنا محبطين بتنا نفتقر للتوازن الروحي والنفسي ولم نعد أسوياء في سلوكنا وأصبحنا مرضى يصعب شفائهم, ولم نعد نحتمل المزيد من ألم الحياة, نحن جدا متعبين, لكننا ننشدك, ننشد صاحب النفس السليمة والعقل الراجح بفكرة والروح العادلة بسلوكيات صاحبها هذا ما نحتاجه ليعود لحياتنا طعم ولهوائها رائحه ولشمسها ونهارها وأقمارها ونجومها معنا في ناظرينا.
لأجل هذا يتوجب عليك أن تكون ذلك النهر, بفكرك ونفسك وروحك, فالنهر يحمل الحياة بداخله, وفي جريانه يجعل لحياة كل من مر به ذاك النهر معنى وقيمة , فالنهر عندما يمر بالصحراء يحيها وبالتراب ينبت ما في جوفه من بذور أن كانت قمحا أكلنا وشبعنا وأن كانت زهورا بها أرضنا القاحلة تحلت , وان على جفاف جذور الأشجار تدفق النهر أزهرت وأثمرت , هذا ما أتمناه أن نكون كالأنهار في فكرنا وعقولنا ونفوسنا وأرواحنا فالنهر يحمل الحياة وهومن يجعل لحياتنا معنى .
مع تمنياتي بواقع أجمل للإنسانية جمعاء, دمتم بخير
أسامة حريدين
Very engaging and funny! For more information, visit: EXPLORE FURTHER. Let’s chat!
I appreciate the humor in your analysis! For additional info, visit: FIND OUT MORE. What do you think?
Great job on this piece! It was very informative and engaging. I’m eager to hear different perspectives on this. Click on my nickname for more engaging content.