العقل البشري هذه الآلة البيولوجية المعقدة في تكوينها وتصميمها وأدائها وما خفي من الخصائص التي يستطيع القيام بها, وهنا سأذهب لتبسيط التوصيف المعقد في دلالته بسيط المعنى في فهمة والذي يقودنا الى ملكة هذا المخلوق المعقد جدا بأنه خلق ليحتكم لأصل ملكاته الا وهي التفكير,
واذا عدنا الى ما قبل الميلاد لكتابات الفلاسفة القدماء في تعريف العقل وأدواته وهيكلية بنائه والخصائص التي تميزه عن باقي المخلوقات, وفي ذات الوقت الفروق بين طبيعته من حيث التفريق بين العقول البشرية لأنها لا تتشابه في أفكارها ولا في نتائجها التحصيلية وانما تجتمع على مبدأ واحد الا وهو الإنسانية, ومن خلال استخدام العقل في صالحها ستكون النتائج دائما جميلة ومبهرة وترتقي بالإنسان وعقله من خلال مساعدته على التفكير وحثه على استخدام العقل في كل ما يريد التوصل إليه.
أيضا للفلاسفة وعلماء النفس تعريفات لخصائص العقل البشري , فمثلا أفلاطون قسم العقل البشري إلى أجزاء أو قوى منفصلة, وجعل لكل من هذه الأجزاء وظيفه خاصة, مثل ملكة الاعتقاد, وملكة التخمين, وملكة التفكير.
وهنا سأقول بأن التفسير الشمولي لكل ملكة منهن سيفضي الى سرد طويل جدا. لكن ما قصدته من مقدمتي هي التعريف ببعض خصائص العقل البشري, لكن الآن سأذهب الى أطروحة روائية من خلال الاطلاع على بعض أنواع العقول البشرية في طريقة التفكير ومحاكاة واقع الحياة.
وسأذكر ثلاثة منها وستكون هي محور النقاش في هذا المقال الاستنتاجي الذي في مضمونة تعريف لواقع حياة شعوبنا العربية خلال الخمسين عام الماضية والى الآن. وما هي النتائج التي وصلت إليها بعض شعوب بلادنا العربية, التي كانت خاضعة لهذه العقول الإدارية في توجيهها وإدارة حياتها وما هي النتائج التي وصلت إليها هذه الشعوب.
_ وهنا سنوضح خصائص ثلاثة عقول: العقل الحكيم , والعقل القائد , والعقل المتسلط .
_ العقل الحكيم : هو العقل الجامع لقيم الحكمة والقيادة ولديه صفات الأخلاق الحميدة ومؤمن بقيم الأمانة المطلقة, لذلك هو حاكم بالعدل, أي أنه قاضي نفسه قبل أن يقضي بين الناس. ولزيادة التعريف بالقدرة البنائية للعقل الحكيم نقول بأنه نتاج البيئة الحاضنة, أي أنه نشأ في واقع مجتمعي يحمل في أصل بنائه الاجتماعي هذه الصفات والخصائص والتي يكتسبها بالفطرة وخلال نموه, أي أنها صفات أصيلة في بيئته الاجتماعية, ولأن الإنسان هو في الأصل انعكاس ومرآة من سبقوه ممن تشرب منهم أفكاره وأخلاقه وبنائه النفسي والثقافي والقيمي .
وهنا سنفسر بواقع الفعل النتائج التي ستحدث للبيئة الجغرافية وشعبها أن أصبحت تحت قيادة الإنسان الحكيم, لأن الحاكم الذي ما أن أستتب له الحكم وجميع بين الحكم والحكمة, حتما ستكون النتائج مبهرة , وهنا سأذكر العقلية البنائية التي كان يدير من خلالها الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حكمة لدولة الإمارات العربية المتحدة. في العام 1966,
حكم الشيخ زايد بن سلطان أمارة أبوظبي, وفي ذلك الوقت لم تكن الإمارات العربية المتحدة. بل كانت أمارت متجاورة وكل أمارة تخضع لحكمها الذاتي, لكن الخير بذة يحملها الإنسان في ذاته الى أن يأتي وقت غرسها ورعايتها ليتمتع الإنسان بنتائج جميل ما صنع وقام به, لأنه دائما وعندما يحكم شعبا ما أنسان يتمتع بعقلية الحكيم قبل القيادة, أول ما يفكر به الارتقاء برعيته, ولكي نرتقي بالإنسان وقبل أي فعل يتوجب علينا توحيد الرأي والكلمة والصف, وهذا ما حصل في العام 1971 حيث قام الشيخ زايد بتوحيد الإمارات العربية المتحدة تحت هذا المسمى, أرض واحدة, شعب واحد. هنا بدأ الشيخ زايد باستثمار خيرات أرض الامارات.
ولكي تبني شعب يصعب كسره أو اختراقه وهدمه. عليك بالاستثمار بالكنز الحقيقي الذي يحتكم لأمرك, الاستثمار بالإنسان فهو الكنز الحقيقي لأي أرض وهو الروح الحقيقية التي تحيا بها الأرض, وهذا ما فعلة الشيخ زايد, وبعد الإتحاد مباشر وإرساء قيمه. ذهب لكنزه الحقيقي الإنسان الإماراتي وبدأ في إرساء الأسس التي يتوجب على أي حاكم توفيرها لشعبة لكي يتمكن من الانطلاق في الارتقاء بالإنسان دون أن يوقفه شيء أبدا, وهي الحكم بالعدل , وتأمين المأكل والمشرب ومن ثم التعليم والصحة, لأنه في حال وفر الحاكم هذه الأساسيات لشعبة من المؤكد أنه سيصنع المجزات بمفهومنا الدنيوي.
وبدأ الشيخ زايد البناء الحقيقي للإنسان الإماراتي من خلال أرسال البعثات التعليمية في أنحاء العالم, وأيضا استقدام العلماء من أرجاء العالم فهو كان دائم الحركة والتفكير ويعيش في آلية السباق مع الزمن في الارتقاء بالإمارات وشعبها, ومن خلال هذا العمل المتواصل, بدأ في تحصيل نتائج ما يطمح إلية, حيث أصبحت أرض الإمارات تسير نحو التطور بوتيرة ملفته, حيث أن الشيخ زايد حولها لقبلة العقول العلمية, وأيضا جعل نظام الحكم متبني للأفكار التي ترتقي بالإنسان وتحسين نظام عيشة, دون الرجوع لخلفية العالم صاحب الفكر, لأن تركيزه كان بناء الإنسان, هذا هو العقل الحكمي وهكذا يفكر, وتمكن الشيخ زايد من وضع الإساس الصلب لكل مقومات النهوض بدولة الإمارات, ولأننا بشر محكوم علينا بالرحيل, جاءت لحظة الحق وفي عام 2004 أنتقل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان الى جوار ربه, تاركا كل ما توارثه من حكمة وقيم الرجل الحاكم الحكيم, لمن نشأ وتربى على نهجة, وتسلم الحكم من تابع المسير بدولة الإمارات بنفس الأحلام التي كان يتمنا أن تصل إليها دولة الإمارات, ويوجد ما أتوقف عنده دائما, بأن الشيخ زايد كان يحلم ويصل بطموحه أن يصل الإنسان الاماراتي للفضاء, وهذا ما حصل وتحقق بعد ما يزيد عن واحد وعشرون عاما على رحيلة, صعد المواطن الإماراتي للفضاء ورأينا ورأى العالم الإمارات العربية المتحدة من الفضاء, ولأن أحد الثوابت الكونية هو الظلام, وعين الإنسان تحتاج الى الضوء كي ترى فنحن البشر في طبيعة خلقنا لا نرى الأشياء على طبيعتها وانما نرى صورة الأشياء من خلال انعكاسها, وهذا ما شاهدة العالم من الفضاء جوهرتا شعاعها نافذ وبريقها لا ينقطع وكأنها نجمتا في السماء .
وعلى أرضها لوحة فسيفساء صعبة التشكيل, قوامها وأصلها الإنسان, كيفما سرت في شوارعها رأيت البشر بألوانهم الفاتنة وألسنتهم المتعددة وثقافاتهم وعقائدهم المختلفة, جميعهم منسجمون بسياق اجتماعي منضبط. وهنا نعلم أن هذا لم يأت من فراغ وانما خطط له وبنيت له القواعد الإدارية الناتجة عن فكرة, وهذه الفكرة هي بذة العقل البشري الحكيم.
ثانيا: العقل القائد وهو العقل الإستراتيجي, حيث أن هذا العقل مندفع في قراراته, فاقدا لجزء كبير من الحكمة ,أي أنه يحتاج من وقت لأخر لمستشار يناقش معه الأفكار والقرارات التي ينوي صاحب هذا الفكر أن يناقشها أو يتخذها تجاه شعبا ما, ولأنه عقل مندفع وسريع الانفعال, ولا يخضع لأي نوع من العاطفة, تكون في بعض الأحيان قراراته مهلكة, وهذا ما يعود على شعبة بنتائج كارثية, قد تصل الى درجة التدمير, ما يجعل هذا الشعب يحتاج الى عقود طويلة من الزمن لإعادة بناء ذاته, وهذا أن لم يكن هناك أعداء مستفيدين من فقدان هذا الشعب لأمانه وسلامه الاجتماعي, واللذين بدورهم سيستغلون هذا الانهيار الاجتماعي مستغلين ضعف المجتمع وتفككه لتنفيذ مخططاتهم والتي من المؤكد أنها ستزيد من انقسام هذا المجتمع وتفرقته ومعاناته, وإن كل ما سبق ذكرة بما يخص العقل القائد والنتائج التي قد يوصل شعبه إليها هو نتيجة حتمية للقرارات المتهورة الغير مدروسة. والتي بدورها ستجعل من يرث الحكم من بعده شخصيات تفتقد للوطنية, وبنفس الوقت ستكون قيادات تابعه خاضعة لمن يمتلك مصادر القوة, ولا يهمهم أن عاد الشعب آمنا أم لم يعد.
ثالثا: العقل المتسلط, وهو العقل السلطوي الذي يستمد قدرته على السيطرة من خلال فرض سطوته الظلم والقسوة والترهيب, وكل هذا ليفرض حكمة وسطوته على الشعب الذي يحكم. وغالبا ما تكون نتائج هذا العقل الحاكم كارثية على الشعب الذي يحكم, لأن مثل هذا العقل لا يشعر بأدنى درجات الانتماء الوطني وغير آبه بالشعب وأمانه وسلامته, وهذا ما يجعل الفجوة تتسع تدريجيا بين نظام الحكم والمحكوم الى أن تلغى الثقة بين الطرفين, حيث أنه يصبح جل النظام الحاكم الذي قوامه أفكار التسلط والإخضاع, البحث عن أساليب وأدوات المحافظة على نظام حكمة, وحتى أثناء زوال رأس النظام, فأن النظام باقي ويأتي من يترأس هذا النظام بقبضه أشد وبواقع ظلم لا يحتمل وكل هذا نتاج أفكار العقل البشري المتسلط, الى أن يحدث ما يهدد وجود هذا النظام, سترى الوجه الحقيقي لأفكار هذا العقل, أي أنه من الممكن أن يفتك بالأرض وأهلها في سبيل أن يبقى هو المسيطر المتحكم والمتنفذ. لأنه لا يرى إلا ذاته وما دونه هم عبيد وجدو فقط لخدمته وطاعته, وتراه حتى في حالة الطبيعية يمارس تصرفات تجاه محكوميه لا ترقى حتى الى أي قيم إنسانيه, لأنه صاحب عقل مريض وفكر مريض ولا يمتلك روح , وانما يحكم بشهوات النفس .
وفي ما كنت أريد للقارئ العربي أن يطلع عليه, قدرته على التوصيف الحقيقي لطبيعة العقل البشري في أحد أهم الجوانب التطورية التكوينية للعقل البشري, لأن هذا سيمنحه القدرة على فهم طبيعة الأفكار والافعال وأيضا قدرته على التمييز و كيفية حدوث هذا من خلال النتائج التي قد يشاهدها بعينة المجردة .
لهذا ذهبت في سياق السرد بعيدا عن العلم المطلق في تحليل العقل البشري من خلال المصطلحات العلمية الفلسفية, وآثرت أن أجعل الأمر واقعي جدا , وترك القارء لخيالة في استنتاج صاحب العقل القائد ومن هو صاحب العقل المتسلط لأنه فقط يحتاج أن يعيد مشاهدته للأحداث الحاصلة على الجغرافيا العربية خلال عقدين من الزمان الى وقتنا الحاضر.
دمتم بخير وأسأل الله السلام للإنسانية جمعاء
أسامه حريدين . osama hreden
بالتوفيق استاذ أسامة. والله وحشتنا رجعتك لعالم الكتاب
Great article! The depth of analysis is impressive. For those wanting more information, visit: LEARN MORE. Looking forward to the community’s thoughts!
Fantastic perspective! The points you made are thought-provoking. For additional insights, check out this link: FIND OUT MORE. What do others think about this?
I thoroughly enjoyed this article. Its clear, concise, and thought-provoking. Anyone else have thoughts? Check out my profile for more interesting reads!