الإمارات العربية المتحدة , إتحاد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان

رئيس الدولة وحاكم إمارة أبو ظبي سابقاً، ومؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة.

(1918-2004)

الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة . دعونا نبحر في سيرة رجل حمل روحا مشبعة بالحكمة ونبل الأخلاق ونفاذ البصيرة , رجل لم تختلف الانسانية على حبة والتغني بإسمه ,زايد بن سلطان آل نهيان الإنسان الذي أقترن إسمه بالخير, حيث ما نطق إسمه على ألسنة الناس إلا وكان أسم الخير مقرونا بإسمه , زايد الخير. ولد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مدينة العين عام 1918، وهو الابن الرابع للشيخ سلطان ، وله أيضا ثلاثة من الإخوة الذكور وهم  شخبوط، وهزاع وخالد، وله اخت واحدة,  والدته هي الشيخة سلامة بنت الشيخ بطي بن خادم بن نهيان آل حامد القبيسي .

ويعرف أيضا الشيخ زايد في أوساط المجتمع الإماراتي بالأب المؤسس لإتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وأول من نادى بإقامة الإتحاد بين إمارات الساحل على بحر الخليج العربي ، وهو الرئيس الأول لدولة الإمارات العربية المتحدة.حيث تولى الشيخ زايد  هذا المنصب منذ قيام دولة الامارات العربية المتحدة , في الثاني من ديسمبر عام 1971 وحتى وفاته في عام 2004م. وشغل أيضاً منصب حاكم إمارة أبو ظبي من عام 1966 ولغاية 2004م . وكما ذكرنا في البداية كان الشيخ زايد رحمة الله, يتسم بسعة الصدر ونفاذ البصيرة ونزاهة القلب والحكمة، وعرف عنة الإصغاء والإستماع لأي صوت حاول التواصل معه , وكان أيضا مصلح ووسيط في حل النزاعات وتعتبر هذة الصفة التي انتشرت حتى في أوساط الانظمة والشعوب العربية لذلك لقب بـ “حكيم العرب”. 

كما أن الشيخ زايد رحمة الله كان دائم التأكيد على حكومة الامارات بضرورة توفير الفرص لجميع مواطني الدولة ليكون لهم دور فاعل في نجاح الأمة. وبفضل رؤيته الحكيمة المشبعة بالعدل ، أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم تحتل المركز الثاني بين دول مجلس التعاون الخليجي بعد المملكة العربية السعودية، من حيث حجم الاقتصاد، والمركز الثالث في منطقة الشرق الأوسط ككل، كما أصبحت تمثل بحسب كثير من التقارير الدولية المرموقة، أهم مركز مالي واقتصادي في منطقة الشرق الاوسط .

أما بما يخص منطقة شبه الجزيرة العربية وبعد نجاح تجربة قيام إتحاد الإمارات العربية المتحدة وما شهدتة من تطور وإرتقاء بالحياة الطبيعية للمجتمع الإماراتي الذي بات يسابق الزمن للإرتقاء ببناء الدولة والإنسان , حيث كانت النتائج تدفع من هم خارج الدولة بأن ترتسم على وجوههم علامات الذهول ,لذلك توجهت أنظار الشيخ زايد إلى منطقة الخليج العربي ,والذي تجمعه مع دولة الامارات العربية ذات العادات والتقاليد والاعراف المجتمعية , حيث رأى سموه بفطرتة وحكمتة واجب تشكيل مجلس تعاوني لأجل الانسان الخليجي أولا ومن ثم خلق تكتل عربي خليجي لمواجهة تحتيات المستقبل والتصدي لأي أطماع إستعمارية قد تتشكل مستقبلا وتهدد المنطقة بشكل مباشر .

حيث كان لدى  الشيخ زايد رحمة الله  قناعة بأن المستقبل إن لم نستعد لخبايا أطماعة ونوجد أسباب المواجهه سنعود نادمين , لذلك ساهم الشيخ زايد بتحويل فكرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى واقع ملموس، بداية من أول إجتماع عقد بهذا الخصوص في أبو ظبي عام 1976 مع المغفور له الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت ,الذي أنتهى بالتوقيع على صيغة تأسيس مجلس التعاون في أول قمة ترأسها سموه في أبو ظبي في 25 و26 مايو 1981، بهدف تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين دول الخليج العربي وصولاً إلى الوحدة الكاملة .

كما أنة كان لجميع البلاد العربية جل الاهتمام لدى الشيخ زايد بن سلطان رحمة الله, والذي بعد إرساء ركائز دولة الامارات العربية المتحدة وإرساء دعائم مجلس التعاون الخليجي , بادر بالإلتفات إلى مسيرة البناء الوطني العربي ,وواجب دعم الأشقاء العرب. حيث آمن رحمة الله بظرورة  التضامن والتكاتف والإتحاد  بين الدول العربية، وإلتزم بإستخدام سلطته الشخصية والسياسية على جميع المستويات الدولية والعربية لإرساء قيم السلام والاخوة في المشرق العربي .

 كما دعم رحمة الله جمهورية مصر العربية وسوريا في حرب أكتوبرسنة 1973لأجل تحرير الأراضي العربية المحتلة ,حيث أقدم على قطع النفط عن الدول الداعمة لإسرائيل، وسجل التاريخ مقولته الشهيرة “النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي .

أخيرا مهما حاولنا إعادة نسج الحروف وتشكيلها فإنها تتعطر بصفات وجمال ذكر هذا الرجل المشبع بقيم الكفاح رجل شهدت له رمال الصحراء بكل ما فاق الخيال من بناء الدول وتشييد العمران والواقع يكفي ليخبرنا بأفعالة , كما أرسى الشيخ زايد رحمة الله أسس سياسية على صعيد العلاقات الخارجية تتسم بالإعتدال والإتزان والحكمة , حيث جعل صوت دولة الامارات العربية يصدح بالمحافل الدولية بمناصرة الحق والعدل , وجعل لغة الحوار اللغة السائدة والمتعالية على لغة الحروب في حل النزاعات الدولية , حيث أكسبت هذة السياسة دولة الامارات العربية المتحدة الإحترام والنزول عند رغبتها على الصعيدين الدولي والإقليمي .

كما يعود الفضل للشيخ زايد رحمة الله في إكتساب دولة الامارات العربية صفتها الرائدة في العمل الإنساني والخيري العابر للقارات , وهو النهج الذي تبنة العديد من حكومات الدول وما زالت تعمل به الى يومنا هذا .

_ في الثاني من نوفمبر سنة 2004 أنتقل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى جوار الرحمن الرحيم , محملا بالسيرة العطرة وحب العباد , إنسان صدحت حناجر الناس بالدعاء له بالرحمة والمغفرة لما أصابهم من خيرة الذي أكرمة الله به وأئتمنة علية لعبادة , رجل حمل رسالة السلام وأرساها من خلال اعلاء قيم الحكمة على الحكم , في رحاب الله ياطيب الذكر . ولتعلم أن الامانة التي تركتها حملها الأمينون عليها وما زالت شمس الامارات العربية المتحدة مشرقة وهي ملجئ ومستجار المستجيرين , ما زال خيرها يفيض ويصل كما أوصيت لكل محتاج , لتنعم روحك الطاهرة في جنات النعيم .

                                                                                                                 أسامة حريدين, في حب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان