علاقة السيميائية مع الألسنية +البنيوية +علم اللغات

علاقة السيميائية بالألسنية وعلم اللغة

في مقالنا السابق الذي تكلمنا فية بشكل عام عن تعريف علم السيميائية وقلنا بأنة يحمل تعريف مختلف لكن مضمون هذا التعريف له أشارات ودلائل تحمل الباحث في أي مجال علمي أو ادبي على الإبحار في تفاصيل ونتائج قد تجعلة مستغربا أنه وصل لتلك النتائج البحثية التي تحمل بين طياتها الرضى والإمتنان لما تم تحصيلة من معرفة وأنسياب سياقي للنص الأدبي ,وذلك بفضل التغير الذي طرأ على عقل الباحث أو المفكر الذي أنتقل من التفكير العادي في المسائل إلى التفكير بها عن طريق أخضاعها فكريا لعلم السيمياء الدلالي وهنا يكمن السر في الصياغة والسرد القصصي الجميل لكل ما نقرأ من نصوص وكتب وروايات كتابها نسجوها بفضل هذا العلم .

_وفي مقالنا اليوم سنتكلم عن علاقة السيمياء بالألسنية كما لمحنا لذلك في المقال السابق ,لكن في هذا المقال سنبحر في تفاصيل هذه العلاقة وأيضا سنتكلم بأسماء الكتاب العالميين الذين نسجو الكلمات ووضعوا المؤلفات التي تنير لنا طريق المعرفة وتساعدنا في فهم هذه العلاقة من خلال تفسيرات منطقية مقنعة.

_الأن سنعود إلى كتابنا المفعم بالمفاهيم الدلالية ونتكلم عن العلاقة بين السيمياء والألسنية .

_ذكرنا أن كتاب أسس السيمياء يركز على السيميائية البنيوية ,وقبل الولوج في تفسير السابق ذكرة دعوانا نخبركم عمن أسس علم الألسنية البنيوية وعلى رأسهم سوسور ومن ثم هيلمسليف (هو عالم اللغويات الدنمركي لويس ترول هيلمسليف الذي شكلت أفكارة مدرسة كوبنهاجن للغويات )

وجاكوبسون (هو رومان أوسيبوفيتس جاكوبسون ناقد أدبي روسي من رواد المدرسة الشكلية الروسية وأحد أهم علماء اللغة في القرن العشرين ) وهو أول من أستخدم مصطلح البنيوية في العام 1929.والبنيوية منهجية تحليل تقتضي تطبيق النموذج الألسني على مجموعة أوسع من الظواهر الاجتماعية .

حيث كتب جاكوبسون الآتي (اللغة منظومة سيميائية خالصة لكن يجب أن تأخذ دراسة الإشارات بعين الإعتبار البنى السيميائية التطبيقية ,كأسلوب البناء واللباس والطهي ) كل هذا يندرج تحت هوية البناء الاجتماعي ,أو سيمياء البنيوية الاجتماعية ,وكل بناء هو في الوقت عينة نوع من الملجأ ومن المرسلة ,كذلك كل لباس يلبي بالتأكيد متطلبات نفعية وتظهر فيه في الوقت عينة خصائص سيميائية متنوعة . ويحدد جاكوبسون (الوظائف الأساسية للغة ) دال ومدلول ,

ويعتبر أن تحديده هذا يجب أن يؤدي إلى دراسة المنظومات السيميائية الأخرى بطريقة مماثلة , فالبنيوية منهج تحليلي يدخل فية تطبيق النموذج الألسني على أنواع كثيرة من الظواهر الاجتماعية ,حيث يبحث البنيويون عن التراكيب العميقة الكامنة وراء السمات السطحية في منظومة الإشارات : بحث عنها ليفي ستراوس في الأسطورة وقواعد القرابة والطوطمية (ليفي ستروس عالم اجتماع وأنثروبيولجي وهو من أهم البنيويون المعاصرين )

_مسمى الطوطمية (هي ديانة مركبة من الأفكار والرموز والطقوس وتعتمد على العلاقة بين جماعة إنسانية وموضوع طبيعي يسمى الطوطم )

وأيضا ذكر لاكان البنيوية في اللاوعي وبارت وغريماس في قواعد السر .

وتعلن جوليا كريستيفا (وهي من مأسسين نظرية التناص )أن السيميائية أكتشفت أن القانون الذي يحكم ,وربما تفضل أن تقول , القيد الأساسي الذي يؤثر في أي ممارسة إجتماعية يكمن في أنة يحمل دلالة ,أي أنة يتمفصل كلغة ,(نعود ونذكر دال ومدلول )

_حيث يحاول سوسور أن يبرهن أن لا شيء أفضل من دراسة اللغات لإظهار طبيعة المسألة السيميولوجية (التي تأتي مرادفة لعلم العلامات )

وكثير ما تلجأ السيميائية إلى الأفاهيم الألسنية , بسبب تأثير سوسور ولأن الألسنية فرع أكثر رسوخا من الفروع الأخرى التي تدرس منظومات الإشارة ,يقول سوسور إن اللغة (ويقصد لغة النطق هنا ) هي أهم منظومات الإشارات .

وينحو الكثير من المنظرين نحو سوسور إلى أن اللغة أساسية ويؤكد رومان جاكوبسون أن اللغة مركزية ,فهي أهم المنظومات السيميائية البشرية .

ويقول بينفينيست إن اللغة منظومة تفسيرية تستطيع أن تؤدي المعاني التي تؤديها جميع المنظومات الأخرى اللسانية وغير اللسانية .

بينما يلاحظ ليفي ستراوس أن (لغة النطق هي المنظومة السيميائية بإمتياز ولا يمكنها إلا أن تؤدي معنى ,وتوجد فقط بواسطة الدلالة .

ويجمع الكل تقريبا على إعتبار أن اللغة المنطوقة هي إلى حد بعيد أقوى منظومات التواصل .

إن أحد أهم مكونات اللغة هو التمفصل المزدوج (أو أزدواجية الطراز )حيث يمكن هذا الطراز أي شيفرة سيميائية من تشكيل عدد غير متناه من ظروب المزج ,بوساطة عدد صغير من الوحدات الصغرى التي لا تحمل معنى ,ومثال ذلك اللافظ أو الرسم _وحدة كتابية صغره ويشار إلى الإستعمال غير المتناهي لعناصر متناهية في الحديث عن وسائل الاتصال عامة وبمصطلح التدبير السيميائي . وتعزز التعريفات التقليدية التمفصل المزدوج إلى لغة البشر فقط , وتعتبرة إحدى سماتها الأساسية ,ورأى فية هيلمسيلف سمة أساسية وتعريفا للغة .

_يقول جاكوبسون إن اللغة هي المنظومة الوحيدة المؤلفة من عناصر هي دالات ,وفي الوقت نفسة لا تدل على شيء . ويعتبر التمفصل المزدوج مسؤولا إلى حد بعيد عن التدبير الخلاق في اللغة وعلى سبيل المثال ,لا تملك اللغة الإنجليزية أكثر من أربعين أو خمسين عنصرا في التمفصل الثاني (لوافظ) ولكن يمكن أن تولد هذه العناصر مئآت آلاف الكلمات .كذلك يمكننا أن نولد عددا غير متناه من الجمل بواسطة عدد محدود من المفردات ,وتخضع هذه الجمل لما يفرضة النحو الذي يتحكم بإنتاج ضروب مزج صحيحة وبمزج الكلمات بطرق مختلفة يصبح بمقدورنا التعبير عن خصوصيات تجاربنا , ولو كنا نملك كلمة للتعبير عن كل تجربة خاصة لكان لدينا عدد غير متناه من الكلمات وعدد يتجاوز قدرتنا على تعلمها وتذكرها وإستعمالها .

ويبدو أن التمفصل المزدوج غير موجود في التواصل الطبيعي عند الحيوانات ,ومن غير المتفق علية بعد ما إذا كانت المنظومات السيميائية ,كالتصوير الشمسي والسينما والتصوير الطلائي تملك تمفصلا مزدوجا ,ترى الفيلسوفة سوزان لانجيه أن وسائل الإتصال البصرية ,كالتصوير الضوئي والرسم الطلائي والرسم ,تملك خطوطا وألوانا وظلالا وأشكالا وأحجاما وما إلى ذلك من عناصر التي يمكن تجريدها ومزجها ويمكن أن تصلح للتمفصل” أي للمزج المعقد كما في حالة الكلمات لكنها لا تملك مفردات تعتبر وحدات ذات معان مستقلة .

إن تملك رمزية تملك هذا العدد الكبير من العناصر هذه الآلاف المؤلفة من العلاقات لا يمكن تفكيكها إلى وحدات أساسية ,لا يمكن إكتشاف الرمز المستقل الأصغر والتعرف إلى هويتة عندما نصادفة في سياقات أخرى ., توجد بالطبع تقنية لتصوير الأشياء لكن لا نكون مصيبين إن سمينا القوانين التي تتحكم بهذة التقنية نحوا “, لأنه لا يوجد عناصر يمكن تسميتها ولو على سبيل التشبية “كلمات” فن التصوير .

فبدل إبعاد وسائل الإتصال غير الكلامية بسبب قصورها تحاول لانغر أن تبرهن أنها أكثر تعقيدا وصعوبة من اللغة المنطوقة وأنها مناسبة بشكل خاص للتعبير عن أفكار يعجز الإسقاط الالسني عن إيصالها وتقول إننا يجب ألا نسعى إلى القوانيين التي تحكم أنبنائها وهي بأجمعها تختلف عن قوانين النحو التي تحكم اللغة ومعالجة هذه القوانين بوساطة مصطلحات ألسنية يجعلنا نخطئ الفهم ,إنها عصية على الترجمة .

_أما سوسور فرأى أن الألسنية أحد فروع السيميولوجيا ,وليست الألسنية سوى أحد فروع هذا العلم العام (السيميولوجيا ) والقوانين التي تكتشفها السيميولوجيا هي قوانين تنطبق في مجال الألسنية ,فبرأينا المسألة الألسنية هي أولا وإلى أقصى الحدود ,مسألة سيميولوجية ومن يريد أن يكتشف الطبيعة الحقيقية للمنظومات اللغوية ,علية أن ينظر أولا في القواسم المشتركة بين هذه المنظومات والمنظومات التي تنتمي إلى النوع نفسه ,ويلقي ذلك الضوء على المسألة الألسنية وغيرها إن إعتبار الطقوس والأعراف وما إلى ذلك إشارات سيفتح المجال على ما نعتقد أمام رؤيتها من منظور جديد ويجعلنا نشعر بأهمية إعتبارها ظواهر سيميولوجية تفسرها قوانين السيميولوجيا .

ومع أن رولان بارت ,يعلن أنة ربما يجب علينا قلب مقولة سوسور والتأكيد على أن السيميولوجيا أحد فروع الألسنية ,فمعظم الذين يسمون أنفسهم سيميائيين يقبلون ,وإن ظمنا ,بوضع سوسور الألسنية في السيميائية .

يؤكد الألسني والسيميائي رومان جاكوبسون أن اللغة منظومة إشارات وأن الألسنية جزء أساسي من علم الإشارات أو السيميائية ولكن حتى وإن وضعنا الألسنية نظريا ضمن السيميائية ,من الصعب أن نتحاشى تبني النموذج الألسني عند دراسة منظومات الإشارات الأخرى .

_يقول الألسني الأميركي ليونارد بلومفيلد ,إن الألسنيين هم المساهمون الأساسيون في السيميائية ويعرف جاكوبسون   السيميائية بأنها (علم الإشارات العام )الذي يشكل حقل الألسنية _أي علم الإشارات المنطوقة أساسة

_كما يعتبر السيميائيون عامة أن الأفلام والبرامج التلفزيونية والراديو وملصقات الإعلان ,وما إلى ذلك هي نصوص ,ويتحدثون عن قراءة التلفاز ,حيث يرى بعضهم أن وسائل الإتصال التلفاز والأفلام هي في بعض جوانبها ك اللغات , وتكاد القضية تتمحور حول السؤال الآتي ,هل هذا النوع من وسائل الإتصال أقرب إلى ما نعتبر أنة الواقع ,أو إلى المنظومات الرمزية كالكتابة في جميع الأحوال ,إن محاولة حشر جميع وسائل الإتصال في إطار ألسني هو خطر قائم .لقد تخطت السيميائية الاجتماعية المعاصرة المنحى البنيوي الذي يركز على المنظومات الدالة كاللغات ,وهي تسعى إلى دراسة إستخدام الإشارات في أوضاع إجتماعية محددة .

وهكذا نكون قد بينا العلاقة العميقة بين الالسنية والسيميائية وأنهما لا ينفصلان في الرموز والإزدواجية في تناص المعني ويكمل كلاهما الآخر في صنع معنى لأي شيء يحتاج إلى تفسير ,وكيف أن هذة البنا تدرس كل ما يخص المجتمعات وتبحر في ما نصبو إلية إلى أدق التفاصيل التي تعرفنا بكينونة المجتمعات ,وجميع الظواهر التي تنشأ عن سلوكيات المجتمعات وبنفس الوقت اللغات التي تعتبر الأساس في فهم كل ما يخص المجتمعات وهنا وجب علينا التنوية أن هذا البحث مجتزء ومفسر في بعض مواقعة ,وأيضا يمكن من صادفة بعض الصعوبات في فهم بعض أجزائة ,أن يتوجه لسؤالنا بشكل مباشر من خلال ترك أستفسارة في التعليقات تحت المقال . تقبلوا منا التحيات والتمني للجميع الخير في ما يتمنون تحقيقة ونيله دمتم بخير .

        أسامة حريدين

3 أفكار عن “علاقة السيميائية مع الألسنية +البنيوية +علم اللغات”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *