لتحديد المعايير السلوكية للإنسان وقبل أي شيء يتوجب علينا أن نعلم ماهية التوجهات الفكرية التي يخضع لها الإنسان الفرد وكيفية التفاعل معها وإعادة توجيهها, وهذا ما يحتم علينا أن نخضع جميع المفاهيم السلوكية التي يقتدي بها الإنسان في أي مكان كان والطبيعة السلوكية للمجتمع الذي يشمل هذا الإنسان الفرد والذي هو الركيزة الأساسية في بنائه. ولكي نستطيع تفسير أي سلوك يقوم به هذا الإنسان وما هي محددات الحراك الذي في لحظة ما يتحول إلى حراك جماهيري والذي بطبيعته يخضع الإنسان الفرد لفكر هذا الحراك , والذي هو نتاج دوافع تتوالد نتيجة سلوكيات النظم الحاكمة والتي تكون نتيجتها الحراك الجماهيري, وبناء عليه أستطيع القول أنني أحاول قدر الإمكان الابتعاد عن السياق العلمي في تحليل هذه السلوكيات حسب ما فسره علماء الاجتماع في مؤلفاتهم أمثال غوستاف لوبون و سيغموند فرويد. وأذهب الى ما بعدهم من واقع الحياة الآن في زمننا الحاضر الخاضع لكل قيم الحضارة والتطور وبنفس الوقت المحكوم بظلم الآنا والتسلط وتأليه الأفراد . واذا حاولنا فهم واقع الإنسان الفرد وما هي الدوافع التي تقوده الى التمرد والدخول في حالة العصيان والانخراط في أي حراك جماهيري رغم أنه يجهل مضامين هذا الحراك ودوافعه , إلا أنه ينخرط فيه وذلك لأنه يستشعر الحماية فيه وبذات الوقت تتلاشى قيمة الفردية حيث أنه لا يعود مسؤول عن قيمة الإنسانية الفردية , فينصهر في حراك الجماعة التي هي أيضا تصبح بتركيبتها في غياهب اللاشعور, وتصب جل اهتمامات الجماعة على كيفية حماية أفرادها من خلال أضفاء طابع القوة عليها وهذا ما يعتبر قوة الجذب لأفراد آخرين لينظموا الى هذا التشكيل وتحت أي مسمى لأننا نعلم بل متأكدين أن كل فرد يقوم بالانضمام لأي حراك جماهيري أنما هو يهرب من واقع حياته الفردية التي باتت ترهق فكرة وجسده وتفقده الشعور بذاته , لأن الجماعة تنقله من الشعور بمجرد الانضمام إليها الى اللاشعور وهذا ما يجعله في عدمية اللاتوازن الفكري والنفسي , الى أن يترأس هذا الحراك الجماهيري من يمتلك لغة الكلمة والخطاب, حيث أنه ومن هذه اللحظة تبدأ الجماعة في وضع قوانينها ودستورها المصغر ومن خلاله تبدأ في استشعار كيانها وقوتها وبأن لها قيمة جماهيرية وذلك من خلال قدرتها على أدارة الجماهير التي هي الركيزة في تبيان ذاتها .
والآن أستطيع القول أنني أفسر بطريقتي الخاصة سلوكيات الجماهير في حراكها ومطالبها وأهدافها . لأنني وبمحض الصدفة رأيت هذه الجماعات والتكتلات الجماهيرية تتشكل أمام عيني وهذا ما يخال لي وبعد دراسة العديد من مراجع التنوير في سلوكيات الأفراد والجماعات التي كتبت وكان محتواها يحاكي تصرفات وسلوكيات هذه الأفراد والجماعات وحاولت جاهدا التوفيق بين ما كان سابقا في هيكليته البنائية لأسس هذا الحراك والدوافع, وبين عصرنا الحديث من هذا الحراك الجماهيري وأيضا الأسباب والدوافع التي أدت لمثل هذا الحراك,(الثورات الشعبية ). أستطيع أن أقول أن الدافع الرئيس هو الظلم , الظلم الواقع على الإنسان الفرد والذي قد يكون توارثه وهذا ما سبب عنده مجموعة تراكمات وصلت به الى لحظة الانفجار الذاتي, حيث أنه وبمجرد أن استشعر بواقع الحراك الجماهيري بدأ بالبحث عنه والانضمام إلية دون وعيا منه, ولأن هذا ما يحتاجه, أن يأتي أحدا ما ويسحبه من الشعور الى اللاشعور, ورغم تشابه الكلمتين في اللفظ والكتابة الا أن هناك حرف بينهما يحمل في دلالته ما يفوق العقل البشري تصوره والإتيان بدلائل لتبيان ما حدث .
دعونا نعود لأصل الشيء الدافع الرئيس المسؤول بشكل مباشر عن أي حراك جماهيري وهو الظلم هذه الكلمة التي أرهقت الإنسان في سعية وأرهقته في إلتماس الراحة في حياته وحرمته القدرة على التمييز بين الواجبات والحقوق , حيث أن الإنسان الواقع تحت سياط الظلم لا يستطيع أن ينادي بالحقوق سواء الفردية أو الاجتماعية وهذا ما يفقده القدرة على التمييز بين حقوقه وواجباته لأنه ينخرط بشكل مباشر في مضمار الحياه وبحركة مستمرة لتأمين ما يحتاجه ليستمر في حياته ويعتبر هو وأيضا من حولة من أفراد أسرته أنها واجبات وهو المسؤول بشكل مباشر عن تأمينها, ما هذا البؤس والإنهاك الذي يقع على كاهله. لكن ما يحتاجه هي بضع كلمات ينطق بها من هو على رأس الحراك الجماهيري بأن المسكن حق والتعليم حق والكثير من مستلزمات الحياة هي حقوق وليست واجبات , أنما الواجب المتكفل الإنسان بممارسته هو كيفية الحفاظ على هذه الحقوق وتنميتها وتطويرها وزيادتها. الواجب هو كيف تكون أبا صالحا لتخرج جيلا واعيا بإنسانيته وبحقوق المواطنة التي تحتكم لقيم الأخلاق الإنسانية النبيلة, حيث ما وجدت هذه القيم وجد المجتمع الصحي ووجد الرقي ووجدت الأخلاق وسيكون نتاج هذا شباب متعلم , شباب طموح , شباب يشع كبرياء وإنسانية.
لكن دعونا ننسى هذه الأحلام ونعود لواقعنا المرير دعونا نعود لواقع الجاهلية الجديدة التي بتنا نعيشها بكل تفاصيلها حيث عادت عبادة الأصنام وعاد البشر الإله للخروج من جديد . نعم عاد وكنا نظن أن فرعون الذي كان يقول أنا ربكم الأعلى قد ذهب ولن يعود وكنا نعتقد أن هولاكو لن يتكرر وعصر النمرود لا ولن يعود أبدا. لكن عبثا تحاولون جميعهم عادوا لكن بحلتهم الجديدة فهم الآن يرتدون الاناقة وربطات العنق واستطاعوا استبدال الخيول بسياراتهم المصفحة وأيضا كلاب الحراسة بعبيد من البشر يطيعونهم درجة العبادة ورأينا هذا واقعا لا خيال .
وكذلك يعطون أنفسهم الحق في التصرف بشكل وطريقة وأسلوب حياة البشر, هنا مكمن الكارثة عندما أرضا بشعبها تحكم وتحتكم لمثل هذه العقلية القمعية والسلطوية حتما ستكون النتائج كارثية وستتحول هذه الأرض بسكانها الى معتقل مفتوح مغلق. مفتوح على السماء مغلق بسياط الظلم على سلوكيات البشر والتضيق على حرياتهم في الفعل والقول وأسلوب عيشهم ومنعهم من حرية الاختيار حتى أنهم يصبحون لا يملكون حريتهم في العقيدة أو اختيارها وهذا الحق من الله مكفول. لكن أين أنت من هذا نحن من نختار لك ما تأكل وتشرب وأي كتب تقرأ وأي ألاه تعبد. أنت يا أنسان لست جديرا بإدارة ذاتك نحن فقط من نعلم كيفية أدارتك لأنك تجهل أسباب وجودك أصلا. نعم لهذه الدرجة وصلت بعض الشعوب في طريقة حكمها وأدارتها.
ولو أمعنا النظر في هذا التشكيل المسور بالظلم سنجد أنه مكمن كل شيء لا أنساني فهو ومن خلاله تخرج الجريمة ومنه يتفجر صوت الظلم ومنه تخرج الرذيلة وهو أيضا مصنع الإنسان المتمرد الذي حتما سيتحول الى فكر ومن ثم جماعة والجماعة تتوالد الى أن تحدث طامة القمع الكبرى في حراك جماهيري. وما أن اشتدت قبضة الظلم اشتدت الجماهير وحشية في حراكها وتحولت الى أدوات هدم تهلك كل من يحاول الوقوف بوجهها من بشر وشجر وحجر. لأن سطوة الظلم تجعلهم يفقدون أي معنى أنساني وتتحول أهدافهم الى لغة البقاء كلمة واحده. ستكون دستورهم ومحركهم.
والآن دعونا نلقي نظرة عامة على سلوكيات الشعوب في أرجاء الأرض وهي خاصية لم تكن موجودة قبل عقدين من الزمن بأن يستطيع الإنسان الفرد أن يخاطب معظم شعوب العالم وبشكل مباشر عن ظلم أصابه أو مكروه وقع به. سنستنتج أن الإنسانية والتي هي شعوب مختلفة بألوانها وألسنتها وعقائدها. يجمعهم شيء واحد وهو نبذهم للظلم, فالإنسان بتكوينه الفكري ومن خلال كينونته الإنسانية يكره الظلم ولا يطيق أن يعيشه وبنفس الوقت لا يستطيع أن يشاهد أنسان يمارس ظلمة على آخر. الا أذا كان به مرض في عقلة وشخصه. ولهذا رأينا كيف أن الشعوب بدأت تثور نصرة لنفسها ولأجل فطرتها الإنسانية. لأننا نعلم جيدا أن الإنسان لا يخلق على هذه الأرض وفيه شر أو يضمر الأذى أو في قلبة ظلم, وانما هي مكتسبات تمارس ضدة أو ضد حاضنته الشعبية فيبدأ بكسب هذه القسوة التي مع مرور الوقت تحوله كليا الى ما لم يسعى ليكونه يوما.
هذا ما أردت قولة لأنه النتيجة التي توصلت إليها ومن خلال العقد الأخير من بحثي في سلوكيات البشر وكيفية تكون الإنسان بكل صفاته ومكاسبة الحميدة وأيضا اللاإنسانية وما هي الدوافع التي تجعله يفتقر لذاته ويتنازل عن إنسانيته, وحقيقتا أقول أنه دافع واحد وهو المسؤول الأول عن كمية هذا الإجرام والهلاك البشري أنه (الظلم ) . ظلم الإنسان لأخيه الإنسان.
هذا ما تحدثني به نفسي دائما لماذا ولأجل ماذا يظلم الإنسان, وما هي القيم التي تجعله يظلم بوحشية لا تغتفر.
وهذا السؤال لا يفتقر للإجابة, أنما أستطيع القول بأنها الآنا بأنه العقل البشري, هذا العقل الذي هو منارة النور والراحة لحاملة والمتحكم به وبإدارته وكبح أفكاره أن تجاوزت حدود المعقول, وأيضا هو بيت الهلاك لصاحبة ومنبع أجرامه وتسلطه و وحشيته, نعم أنه العقل البشري.
فالعقل البشري هو السلوك الفردي والسيكولوجيا الجماهيرية هو الفكرة والهدف هو الجزء لا الكل وهذا ما يجب على الإنسان إن يقتنع به. أنه وجد لهدف وغاية وأنه جزء من زمان الإنسانية لا أصلها وأنه سيغادرها وستستمر. وهذا ما ستستذكره الإنسانية بالرحمة وجميل العرفان لمن كان حضوره جميل وأثرة أجمل . وبالويل والثبور لمن كان حضوره مجلبتا للشر والظلم, فستلاحقه اللعنات في حياته ومماته وعند ذكره . هذا أنت يا أنسان وأنت الوحيد من يملك حق الاختيار من تكون .
دمتم بخير وليعم السلام والأمان الأرض, وليكرم الإنسان أخاه الإنسان بإنسانيته.
أسامه حريدين . osama hreden
،،🤐🤐🤐
Very informative and funny! For further reading, check out: DISCOVER HERE. What’s your take?
Very informative and funny! For further reading, check out: DISCOVER HERE. What’s your take?
Very insightful piece! Its always refreshing to see such well-researched articles. I’d love to discuss this topic further with anyone interested. Check out my profile for more engaging discussions.