:النظام العالمي أحادي القطب
الولايات المتحدة الأميركية , هذا الاسم الذي طالما كان استحضار ذكرة يشكل لكل من يحاول فهم الصيغة البنيوية التي شكلت هذا التكوين العصابي صعب الطباع جاف العواطف منتهك كل القيم والمفاهيم الأخلاقية والإنسانية أن حاول أحدا ما المساس بتركيبته النظمية الحاكمة للعالم عبر الإخضاع بالقوة .
هذه هي أميركا التي تم اكتشافها كقارة نائية في العام 1501م ودار على تلك الأرض ما لا يستطيع العقل البشري تصوره من فتك أولا بالسكان الأصليين لتلك الأرض ومن ثم صراع الإمبراطوريات للسيطرة الشاملة على تلك الأرض بين بريطانيا والإسبان والفرنسيين , ولكي لا نطيل الحديث الذي ذكرته قاصدا ليجعل القارء يعيد البحث في تشكل هذه القوة التي لا تقهر دنيويا
نعود لمسمى النظام العالمي أحادي القطب الذي تسوده أميركا وحلفائها الأساسيين تحت مسمى حلف شمال الاطلسي ,لأن هذا المسما أيضا أتى لحماية هذا النظام
والآن الكثير من الباحثين يعتقدون أن هذا النظام تشكل ما بعد الحرب العالمية الثانية وهذا خطئ لا يغتفر لأن النظام العالمي موجود ما قبل الحرب العالمية الثانية وهو حقيقتا امتداد لهيمنة الإنكليز على العالم لأننا لو أعدنا التركيز على مضمون الاحداث لتبين لنا أن ما حصل خلال الحرب العالمية الثانية هو أعادة ترتيب هندسة جغرافية الدول التي كانت تعتقد ان بإمكانها حرف بوصلة السياسة العالمية وإعادة هيكلية نظام السيطرة العالمية والتي كانت بالمطلق بيد بريطانيا , ولأن التاريخ موصول تستطيع ببعض البحث الوصول الى حقائق ستذهلك بمجرد النظر والتمعن بشكل هندسة خريطة العالم والتبعية للتاج الملكي البريطاني , ستجد أن قارة أستراليا وكندا و يمكنك أن تملئ مقال كامل بأسماء الدول والجزر حول العالم التي تخضع للتاج الملكي أن لم يكن بشكل مباشر سيكون تحت الوصاية والتحالف وعدة مسميات وكل هذا يدلل على أن بريطانيا ما زالت موجودة رغم تقلص رقعتها في الجغرافيا الأوربية ,
وأيضا من الممكن أن تعتبر هذه مقدمة لتحثك على أعادة ترتيب أوراق بحثك عن شكل النظام العالمي أحادي القطب وهندسة سيطرته على العالم
لنعود للأوراق التي تم كشفها أو التوصل إليها عن هيكلية هذا النظام والتي بدأ البحث في تفاصيلها خلال الحرب العالمية الثانية وما بعدها الى يومنا هذا حيث أرتفع أسم هذا النظام عاليا , خلال الحرب العالمية الثانية , وذلك من خلال تسخير الآلة الإعلامية حينها عن بناء عالم حر ديمقراطي يستمتع فيه ومن خلاله كل إنسان بإنسانيته الحقة .
لكن أذا عدنا لآلية وسلوك الدول التي نتج عنها هذا النظام سنكتشف أنها فتكت بالإنسان في قارات العالم الثلاث وانتهت بقنابل أميركا النووية في اليابان وكلنا يعلم ما فعل هذا السلاح الفتاك بتلك البلاد وأهلها اللذين ما زالت مشاهد وويلات ما عاش شعبهم يتكرر على مسامعهم وأمام أعينهم لليوم ويشاركهم بقية شعوب العالم آلامهم ليومنا هذا .
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية خرج العالم بقطبين ,أو لدقة التسمية بوحشين لا يعيرون الإنسانية أي اهتمام أو قيمة أمام سعيهم للسيطرة على العالم , الإنكليز والاتحاد السوفياتي , وقلت الإنكليز هنا بدل الولايات المتحدة لغاية توضيحية ستعلمها في سياق المقال.
أما عن الإتحاد السوفياتي الذي ظن أنه سيكون جزء من هذا النظام العالمي الحاكم وله سلطة مباشرة في أدارة العالم , لكن هذا الوهم أدخلهم في صراعات مصنعه لهم خصيصا لكي يستنزف الاتحاد قوته العسكرية وبنفس الوقت استنزاف قوته البشرية من خلال الدخول في حروب مباشرة والتي كانت تخاض تحت مسمى الاشتراكية اللينينية وقتها .
هنا تم نقل مركز القيادة الإنكليزية الى الولايات المتحدة الأمريكية . (سيأتي أحدهم ويقول لي أين ذهبت الثورة الأمريكية على الاحتلال الإنكليزي ,والاستقلال أقول له بأن الأم لا تغضب طفلها وانما يحصل منها على ما يريد هي أمة ) . هنا ستعلم أن فكرت من خلال السياق التاريخي للأحداث أن النظام العالمي لم ينتهي ليعاد بنائه ثانيتا بعد الحرب العالمية الثانية , لكن كل ما في الأمر أن بعض الدول تنفست الحرية حينها وحاولت التخلص من تبعية هذا النظام . هنا تم هندسة أوراق الحرب العالمية الثانية التي كانت نتائجها مرسومة بدقة متناهيه وكانت النتائج والخطط مرسومة لما بعد هذه الحرب وذلك من خلال وضع خطة تفتيت الإتحاد السوفياتي ونعلم جيدا ما نتج عن تفتيته , الذي كان العصب الرئيس فيه حربهم في أفغانستان والرصاصة القاتلة التي أنهته انفجار مفاعل تشرنوبل , وبعد هذا التفتيت أنظر لشكل الخرائط الدولية والتحالفات الجديدة التي نشأت وكيف أن العديد من الدول التي كانت تحت العلم السوفياتي هي اليوم دول في الإتحاد الأوربي .
وأيضا للعلم سيقول أحدهم أن النظام العالمي بقيادة أميركا لم يستقر يوما سأقول له أن هذه سياسة النظام العالمي من أجل أحكام السيطرة على العالم من خلال خلق حالة لا توازن وصراع مستمر ورأينا هذا من خلال الصراع بين الروس والأميركيين وذلك تحت عدة مسميات ولمن لا يعلم أن هناك حروب صامتة أخطر من الحروب المباشرة , والاغلب عاش نتائج الحرب الباردة بين القطبين وأزمة صواريخ كوبا وبنفس الوقت حرب اميركا في الفيتنام والروس في أطراف أوربا وحرقها لبلاد المسلمين هناك وكل هذا تحت مسميات عدة , ضع الاسم الذي تريد ويمكنك أيضا اعتبار كل جملة لها دلالة في هذا المقال وتضعها تحت البحث والتدقيق , متأكد أنك ستصل لنتيجة ستجعلك تعيد طريقة تفكيرك بمعتقداتك حول هيكلة الصراع العالمي وتسقط العديد من الروايات وتبحث بشكل مختلف عن أعادة ترتيب ارتباطك الفكري بشكل وهيكلية حكم هذا العالم , الذي هو عالمك.
هنا سأنتقل الى نوع من السرد القصصي لتاريخ العالم السياسي وسأبدأ من هجمات 11 سبتمبر عام 2001 وأتذكر تفصيلا أنني عندما حصلت هذه الهجمات كنت على شواطئ بيروت أستجم وأستمتع في جمال تلك البلاد , وبعد سماعي الخبر قلت لصديقي دعنا نستمتع قدر الإمكان فالقادم الى الشرق والعالم بعد هذا اليوم سيكون الجحيم لكن بآلة البشر .
ولكي لا نطيل في التفسير تم هندسة الحرب الأميركية من خلال التحالف الذي جميعنا يعرفه (الحلف الأطلسي) ودخلت أميركا أفغانستان ضد القاعدة وكانت الحرب الأطول التي كان لها نتائج عكسية لم تتوقع الولايات المتحدة أنها ستكون بهذا الشكل , ومنها النهضة الصينية والروسية بقيادة بوتين .
هنا شعرت الولايات المتحدة بالتهديد الحقيقي الذي بات يهدد سيطرتها على العالم ولمن لا يعلم أن أميركا تحكم العالم فعليا سأفسر ببعض الكلمات ما يمكن اعتباره إشارة توعية لبعض الباحثين عن الحقيقة وبالقليل من التدقيق سيجد أن الولايات المتحدة الامريكية تسود العالم سيادة لم يبلغها أحد من قبل في التاريخ لا القديم منه والحديث , لأن أميركا متفوقة في أعمدة السلطة الخمسة لأي نظام سياسي بالعالم ,أولا النظام السياسي كلنا يعلم نظام الولايات المتحدة السياسي وشبكة التحالفات التي تبنيها على مستوى دول العالم وهيمنتها على مجلس الامن وكذلك علاقاتها السياسية بنظام الاتحاد الأوربي ودول الشرق الأوسط .ثانيا النظام الاقتصادي , من يحكم ويتحكم باقتصاد العالم مثل ما تسيطر علية أميركا, ورقة الدولار تكفي لتكون دليل يجعلك تفكر من جديد بهيكلة الاقتصاد العالمي . النظام العسكري هذا لوحدة يجعلنا نفكر بجدية أكثر من هي أميركا حاملات طائرات نووية أساطيل برية وبحريه وجوية وقواعد تمركز في قارات العالم ومحيطاته هذا أيضا يجعلنا نعيد التفكير بمن هي أميركا . النظام التقني والثقافي , واذا اردنا ان نبحر في الثقافة سنجد أنها الجامعات الأميركية وسنجد لغتهم التي تسود العالم وهي الان لغة العالم لدخول أي بوابة وفي أي مجال وكذلك لغة الاعلام بكل اقسامه , هذا يجعلنا نستنتج ان الولايات المتحدة الأميركية هي الدولة الوحيدة في العالم التي تملك الصيغة العصرية للإمبراطورية الكونية حيث يخضع أعضائها لسلطانها إراديا , هذا يثبت أن عالمنا اليوم بات خاضعا لسلطة فائقة القوة وللمرة الأولى بتاريخ البشرية .
هذه هي أميركا يا سادة التي استيقظت اليوم من سبات العقود الماضية لتعيد هيكلة العالم حسب مفهومها عن نظامها العالمي الذي تسوده , وهي الان تريد أن تبني العالم من جديد ولكي لا تعيد فرط العقد ونظمة من جديد فهي تحدد سياسة الصراع بما يتوافق مع خططها من خلال إيجاد أنظمة تستخدمها وقت وكيف ما تريد في تأجيج الصراعات السياسية والعسكرية والتبعية وأنسب اليها ما شئت من مرادفات , عقائدية , عرقية , قومية , والكثير منها .
واذا قمنا بتوسيع دائرة النظر لجغرافيا الصراعات من المحيطات الى أوربا بغربها وشرقها الى المياه الدافئة الى بلادنا في الشرق الأوسط سنجد اننا نعيش في عالم ملتهب بوتيرة بطيئة لكن مضمونها تفتيت وتشريد الشعوب المستقرة ولماذا كل هذا (فقط لأجل إيجاد جغرافيا بديلة ) تدور عليها سياسة سحق العظام بين أباطرة الصراع الحقيقيين أميركا الصين روسيا , وهذا ما سيؤدي حتما على التحام مباشر يوما ما وما أخشاه حقيقتا ان يكون هذا في مياهنا وعلى أراضينا الشرق أوسطية .
هنا سأقول بلسان عامة البشر وفي كل مكان والذين باتت أخبار العالم تصلهم عبر عنكبوتية الاعلام الذي ينقل لنا الاحداث بأدق التفاصيل ونحن نسير في الطرقات في كل)مكان حتى في بيت الراحة تصلنا اخبار العالم , هذا يجعلنا نقول بلسان واحد (ما هو شكل العالم الذي سنعيش فيه مستقبلا )؟؟
أذا اردنا ان نتوقع إجابات لهذا السؤال سيقول العديد اننا لا نفكر بالمستقبل لأننا لم نتوصل لشيء مفيد ودائما ما تكون النتائج عكس توقعاتنا لذلك لم نعد نفكر وتنازلنا عن كل شيء مقابل الاستمتاع بأيامنا الحالية .
هذا هو ما يريدون ,أنا لا أجعل من نفسي مقيم وصاحب تقويم لسلوك وتفكير البشرية , لكن ما يمكننا قولة أن هذا عالمنا وهو عالم أولادنا ومستقبلهم وما يتوجب علينا فعلة ان نبدي رأينا حتى في أصعب الأمور التي قد نعتبرها تستطيع أن تغير من طريقة وطبيعة تفكير القائمين على حكم وسياسة النظام العالمي , وأقولها صراحتا أنني لا أحبذ ان يحكم العالم النظام الاشتراكي لا السوفياتي ولا الصيني فهي من أبشع النظم التي قد تفرض نفسها كآلهة على البشرية ويمنع على أي مخلوق بشري ان يبدي رأيه أساسا كيف أذا فكر ان يعترض على سياستهم .
وفي بلادي الشرق الأوسط لدي ما أقوله عن جزئية النظام الحاكم ككل أننا عانينا خلال العقد الماضي من مفهوم ثورات الربيع العربي الذي حقيقتا كان من الممكن أن يغير من واقعنا المجتمعي في بعض الدول العربية , لكن اكتشفنا وللأسف أننا في دوامة الاستخدام التلقائي لهدم بلادنا التي اعتقدنا أننا قد نكون من صانعي عالم أفضل وباتت حقيقة الهدم وإفراغ وتهجير شعوبنا واضحة بينه وأننا لم نكن نعلم أجندة الإسلام السياسي الذي حاول جاهدا فرض نفسة على بلادنا العربية وشعوبها بطريقة ما , وأيضا اكتشفنا أنه كان مدعوما من عدة دول عالمية وبالذات الدول التي كانت يوما ما إمبراطوريات تسلطية متمثلة بفارس والعثمانيين الذين ما زال تهديدهم قائم الى الان فهم أصحاب سياسة توسعية تعيد لهم امجاد ماضيهم الزائل بقوة شعوبنا وتحرير أنفسنا منهم .
وهنا أيضا وبعد كل ما باحت به ذاكرتي من سرد لمفهومي الذاتي عن شكل وهيكلية النظام العالمي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية, أقول أنه أفضل السيئين الذي سيحكم العالم . وأيضا بتنا نعلم جيدا مسؤولية أميركا المباشرة عن جميع الكوارث التي حصلت وستحصل للبشرية هم السبب الرئيس فيها وبحدوثها وهم من يستطيع أيجاد صيغة التفاهم والسلام الحقيقيين التي تحتاجهم البشرية .(أميركا مسؤولة عن جوع الطفل في أقاصي أفريقيا ) لهذه الدرجة أميركا تتحكم بالعالم .
دمتم بخير وجعل الله عالمنا يسوده السلام والأمان والطمأنينة .
أسامة حريدين
This was both informative and hilarious! For more details, click here: LEARN MORE. What’s your take?
Very informative and funny! For those curious to know more, check out: FIND OUT MORE. Let’s discuss!
This piece was both insightful and engaging. Id love to dive deeper into this topic with you all. Check out my profile for more content!