سأبدأ مقالي بسؤال : هل الإنسان كائن عنصري بطبعة؟
أم هناك أحداث وأفعال وبيئة جعلت منه كائن عنصري.
قرأت الكثير من الأبحاث والمؤلفات تحاكي واقع الإنسانية من بداية الخلق إلى تاريخنا الحالي لم أجد قاعدة بيانية تفسر حقيقة الأفعال العنصرية التي يمارسها الإنسان تجاه أخية الإنسان الا وكان ورائها من أوجد هذه البيئة وقام على رعايتها وتنشئتها وجعل الإنسان الذي يسكن تلك البيئة أي كان عرقة ولونة ومعتقدة يتشرب أفكار تلك البيئة وينبت فيها كما ينبت الزرع الخبيث , ولو عدنا بالتاريخ إلى الكتاب والفلاسفة والمؤرخين الأوائل لوجدنا أن كتاباتهم أيضا تحمل بين طياتها تفاسير لسلوك بشري عايشوه في تلك الفترة لكن كان يغيب عنهم طابع التسمية الحديثة لتلك الأفعال والسلوكيات البشرية ,هذا يجعلنا نستنتج أنها أفعال أن كانت السابقة أو الحالية قائمة على مبدأ تنشأت الإنسان في بيئة مصنعة قام العقل البشري الذي يهيمن على هذه البيئة وأهلها بإيجاد قاعدة سلوكيات أصبحت القانون السلوكي لسكان تلك البيئة أو الأرض .
لهذا لا نود ذكر تواريخ تلك الأمم لأنها أصبحت قصص في مجلدات على أرفف المكتبات يكسوها غبار عدم الاكتراث الإنساني لها وهذا يعتبر جريمة فكرية بحق البشرية ,لأن ترك الماضي الأدبي يجعلنا نجهل ما يتوجب علينا صناعته لتصبح سلوكيات البشر متجهه نحو السلام ,أي أنه من الإجبار علينا أن نزيل الغبار عن تلك القواعد البيانية للسلوكيات البشرية وفهمها لتصبح منارة لنا تجعلنا نتفادى الوقوع بشر العقول البشرية التي تدفع الإنسان الحالي لتجعله متشربا للكراهية ونكران الإنسانية الحق وحثه على العيش لذاته وجعلة يقتنع انه الوحيد الذي يستحق العيش وكلما أمتلك أكثر من السلطة والمال والسلاح خضعت له باقي الأمم.
لنتخيل قليلا أن هذه العقول هي من تدير وتحكم العالم اليوم وهذه حقيقه بتنا نراها ونعايشها ونبذل الجهد الحثيث ليس فقط لمحاربتها بل لهجران بيئتها لكي لا ينالنا منها ما نال من قبلنا .
لهذا أقول أنني أنسان لم يكن يعرف عن الأفعال العنصرية سوى الاسم ورؤيتها من خلال الشاشة الصغيرة وهذا لم يكن يحثني حتى على التفكير بنتائجها وكيفية تشكيلها لفكر الإنسان الذي تعرض لها ولم أكن أتوقع أن يأتي اليوم الذي أكون أنا أحد ضحايا هذه التصرفات والأفكار التي باتت تعتبر سلوكيات شعوب كاملة تجاه شعوب أخرى , ما يجعلني أفكر بهذه الطريقة انني عدت للتاريخ وأزلت غبار الأثر عن بقايا كتابات السلف من أدباء ومفكرين رحلوا عن عالمنا وبقي أثرهم الذي عدنا إليه قسرا لنحاول أيجاد دساتير جديدة تقي البشرية ويلات ما هو قادم ونتائجه التي لا نستطيع توقعها أن لم يحذونا الحذر وسباق الزمن لإعلاء قيم السلام واطفاء نيران الحقد والكراهية ومحاربة من يحاول تأجيجها وجعله منبوذ في عالمنا الصغير الذي بتنا نعلم حدوده وشعوب أرضة وحتى تضاريسه وجبالة وانهاره ,عالمنا خلق للخير والأرض التي نسكنها لا تأتي إلا بالخير ,وبتنا نعلم جيدا أن الخير في عالمنا أصل وأن الشر لا وجود له وانما يوجد بفعل فاعل وهذا الفاعل من يوجهه هو العقل البشري الخبيث الذي يضع قواعد الشر ويقنع بها ضعاف النفوس وهنا يستطيع أن يحولها إلى قانون له أتباع ومريدين وبالتالي سيتحولون إلى بذور فكرية تنتشر بباقي بقاع الأرض. لكن ستأتي لحظة الحقيقة ويرحلوا عن عالما بقهر الموت .ونحن من أتينا بعدهم الذين سنعاني من آثار إرثهم اللعين لأجيال وأجيال .
أن ما تقدمت به من كلمات نزعت عنها طابع الأدبية المطلقة والدلائل ,لكن في الحقيقة هي نفس الكلمات التي قد لا تحمل الترتيب السردي ولكنها هي ما أحاكي بها نفسي كل يوم وهي نفس الكلمات التي تخلق ذاك الصراع بداخلي بين الخير والشر وطبيعة الوجود البشري ودائما ما اصطدم ب لماذا ومن المسؤول؟
سؤال أعتقد أنني وجدت الإجابة عليه, لكن أنسان واحد من يمتلك هذه الإجابة .هو من أعلا قيم الإنسانية في نفسة وكان شرابة ومأكلة من الأصل الخير ,الخير الذي أول ما يأخذه من مؤسسته الصغيرة عائلته أمة وأبية ومن ثم معلمته ومدرسته والبيئة المحيطة به ,وإن فكرنا قليلا ,ان كل ما سبق هو من صنع الإنسان ,هذا المخلوق الذي يمتلك عقلا ونفسا تمكنه من صناعة المعجزات هو وحدة القادر على خلق وصناعة البيئة التي إما ان ينمو نباتها وتكون ثماره الخير والسلام ,وإما الشر المطلق والكراهية ,لأن هذه المسميات سواء الخير أو الشر لا يجتمعوا بنفس الإنسان أما أن يكون أنسانا خيرا وأما يملئ قلبة الشر ,فهي قيم لا تقبل القسمة والاختلاط .
هنا سأعود لذاتي وأسأل نفسي لماذا خلقني الله وما هي غاية وجودي على هذه الأرض ؟ اكتشفت أن لا أحد يمتلك الإجابة على هذا السؤال غيري في هذا الوجود فهو سؤال لذاتي من ذاتي ,ولو تكرر هذا السؤال وطرح على كل أنسان في مشارق الأرض ومغاربها ووجه لنفسة نفس السؤال ,أجزم بأن لا اجابات متشابهة ,لكن ما أنا متأكد منه أن جميع الإجابات ستكون خيرة وبواطنها الاستسلام البشري للخير ونشره ,لأننا نحن البشر فطرنا على هذه الطبيعة الخلقية ,فرب الخير لا يأتي الا بالخير وبنفس الوقت منحنا الحرية المطلقة من ناحية ذاته الإلاهية بقولة من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ,لكن حذرنا حقوق خلقة وعبادة وحذرنا من الظلم وممارسته حذرنا من كل ما يؤذي خلقة وأنه لن يسامحنا إن أحد خلقة شكاه بظلم .ولو تفكرنا نحن البشر في هذا الأمر قليلا لوجدنا أننا محاطون بالخير كيفما توجهنا فهو من السماء يهبط ومن الأرض ينبت هذه هي الحقيقة التي يتوجب علينا أن نعترف بها لذواتنا نحن الإنسان ونعيشها ونجعلها قانون حياتنا ودائنا الذي نتمنى أن تصيب عدواه جميع بني الإنسان .
_دعوني أخبركم كيف وصلت وتوصلت لكل هذه الأفكار التي لا تفارق ذاتي وهي حديثي اليومي مع عقلي ,ان كل ما في الأمر تفكرت قليلا في تاريخ الخلق البشري من سيد البشرية آدم علية السلام إلى يومنا هذا ,جعلت نفسي تبحر في وريقات التاريخ التوثيقي للبشرية لكن لا أريد أن أبحر في قصصهم فالجميع بات يعرف تلك القصص لدرجة أننا حولناها لقصص تروى لأطفالنا سواء من أسرته الصغيرة أو من خلال كتيبات قصصية تقدمها إليه مدرسته لتجعله من مالكي المعرفة والعلم الرديف ,لكن ما استنتجته أننا لم نجعل من تلك القصص عبر ترتقي بالإنسان وتجعله يقيم سلوكياته منذ الصغر ,بل تم اعتبارها قصص مسلية وتناسينا ما يحمله مضمونها من السلوك الإنساني الذي أن تم استخلاص العبر منها واستخدامها بما يجعله يقيم سلوكياته وانه سيكون مثلهم أن لم يرتقي بإنسانية ويكن محبا للخير ونشر السلام .
لكن ما هي العبر التي قد تكون مفتاح تنوير لنا ,أذا رأينا كم القصص الواقعية التي كانت يوما ما سلوكيات بعض البشر الذين سكنوا الأرض قبلنا مثل النمرود وقومه ,فرعون وقومه ,الهكسوس ,التتار ,المغول ,الفرس , الرومان , الفايكنق , كل هذه أسماء قوميات وقبائل سبحت بدماء بعضها بعضا إلى أن جاء الموت وسحقهم جميعا وحولهم إلى قصص تاريخيه ورموز في متاحف الآثار ,لكن هل قصصهم تحولت إلى عبر تعلمت منها القبائل والشعوب التي تعتبرانها استحدثت الحياه التي تجعل الإنسان متمدنا وحضاريا من المؤكد أن هذا وهم لأننا في العصر الحديث من حياة البشر دخلنا ما يسمى بالحروب العالمية حيث أعطاها القائمين عليها صفة فرض السلام من خلال تدمير شعوب لصالح أخرى وهذا فقط لأنها لا توافقها رؤياها ولا تخضع لسلطانها وسلطتها ,وجاءتنا الحرب العالمية الأولى بكل ثقلها وحملت ما حملت من آلام ومآسي للبشرية واعتقدت الشعوب وقتها أنها كانت الأخيرة وأن من سيحكم الأرض بعدها عقول تعلي شأن الإنسان والإنسانية عبثا قالوا ,فدخلنا في الحرب العالمية الثانية حيث افترست الشعوب بعضها بعضا ,لماذا ولأجل ماذا لا أحد يعرف الإجابة وقتها سوى رفعة العرق وعلية القوم ,وتفاجئ البشر بعد انتهاء لغة الدمار وإسكات صوت المدافع ,بدأوا يسمعون صوت آلامهم وجراحهم وشاهدت أعينهم حينها ما اقترفت أيديهم بحق إنسانيتهم بالصوت والصورة , باتت أجسادهم وذاكرتهم يلتهما الألم وصراخ الأبرياء الذين كانوا ضحية النهج الحاكم ,ونعيد ما قلناه سابقا لماذا ولأجل من لا أحد يجيب ,
وأيضا أذا أبحرنا بالذاكرة ما بين التاريخين القديم من أفعال البشرية والحديث منها سنجد أفعال الإمبراطوريات الناشئة وقتها وسنأخذ مثال على أشهرها البريطانية والفرنسية ,
عندما توسعت وامتدت إمبراطورية بريطانيا كان هذا التوسع على حساب من ,راجعو خرائط العالم من أين أتت أميركا وأستراليا وكندا والجزر في محيطات الأرض ألم يكن هذا التوسع على حساب سكان تلك الأرض الأصليين ,هل تستطيع أن تتخيل كيف كان حال سكان تلك البلاد قبل أن تنهيهم العقلية الاستعمارية التوسعية , ومثلها فرنسا وما فعلت في ذاك الزمن إلى أن وصل بهم الحال الى تاريخنا وحضارتنا توسعا وفتكا بالبشر وسلبهم أرضهم وحريتهم وميراثهم الثقافي والحضاري ,نعود ونكرر ذات السؤال لماذا ولأجل من عبثا لا أحد يجيب ,
لذلك دعونا نأخذ جزءا من تاريخهم المليء بما يندى له جبين الإنسانية وسنذهب لمصطلح العبودية في العصر الحديث ,من دخل أفريقيا وأستعبد أهلها وساقهم في بواخر الموت الى قارة ما وراء المحيط حيث لا الأرض أرضهم ولاهي بأرض من ساقهم إليها ليمتص ما لديهم من قوة جسدية في بناء طموحهم الاستعماري ,هذه هي الحقيقة ,البشرة السمراء من بنت أميركا وأحيت حقولها وما أن دبت الحياة في مدنها وشوارعها خرج المستعمر صاحب العقلية التي لا ترى سوى العرق النقي وأن باقي الألوان البشرية خلقت لخدمته ,لدرجة أنهم ساقوا بعضا من سكان أستراليا الأصليين وسكان أفريقيا الأصليين ووضعوهم في أقفاص وعرضوهم لعامة الشعب ,أمر ما إن تخيلته يصيبك بالعياء والجنون , نعم هي أفعالهم ,ومن وقتها بتنا في مصطلح جديد العنصرية ,وخرجت علينا أميركا الحضارية بنظرية الرجل الأبيض التي دفع ثمنها بناة أميركا من الشعوب الإفريقية التي سيقوا وقتها كآلات تدير عجلة البناء وحراثة الحقول وتشغيل محركات السفن ووقود حروبهم التوسعية ,
ملايين القصص ماذا سنذكر منها لنذكر, تاريخ ما أن فكرنا بإعادة صياغته سيكون حبر الأقلام من دماء الأبرياء ,من ضحايا سلطتهم التي لم تجد من يردعها لتاريخنا الحاضر , لكن ما يجعلنا نستشعر بارقة الأمل أن هنا من رحم الألم ولد من ما زال يؤمن بحق ,أن الإنسانية تحتاج للسلام ,أن هذه البشرية ما خلقت لأجل هذا ,لم تخلق لسفك الدماء ,لم يخلق الله الإنسان ليكون غذائه الروحي الظلم وسفك الدماء , تجلى الله في خلقة وكرمنا أن خلقنا بأحسن تقويم وهدانا للأرض ,وأهدانا من خيرات الأرض ما يفيض عن حاجة البشرية من نعم وخيرات,
والآن دعونا نجيب على سؤالنا لماذا ولأجل من ,أنه العقل البشري يا سادة أنها الآنا أنه التأله على خلق الله أنه الكبر أنه حب الذات حيث أن من يكون هناك في تلك المرتبة من أنكار كل شيء يتحول إلى الاه غايته خضوع باقي البشر لسلطته وأنه لا أحد سواه يستطيع أن يكون قواما وقائدا لتلك الكتلة البشرية التائهة في غياهب الأرض , هذا هو نفس العقل الذي كان يحمله فرعون بين كتفية لدرجة أنه قال أنا ربكم الأعلى ,وهو نفس العقل الذي حملة النمرود وقال خضعت الأرض وساكنيها لي ,هو نفس العقل الذي حملته جمجمة هرقل وجمجمة هولاكو ونبوخذ نصر ,هو نفس العقل الذي حمله هتلر وستالين والكثير منهم ومن شابههم والهدف والغاية واحدة من قديم التاريخ إلى الحديث منه ,غاية تلك العقول واحده وموحدة اخضاع البشرية لحكمهم واعتبار كلامهم كمرجع مقدس وشخوصهم ماسيه نادرة التكوين ليس كمثلهم أحد هؤلاء هم من أورثونا سلوكنا البشري الذي ما زال قائم ليومنا هذا ,أليس الدماء ما زالت تسيل الا تسمعون صوت الألم ,ألا تصدمون ,ماذا لو منحتم أنفسكم لحظة من الوقت وفكرتم بكل ما تفعلون وأنتم تسحقون أحلام البشر وأنكم تقتلون الحياة ذاتها ,الإنسان هو الحياة ,الانسان هو من يجعل للوجود معنى وطعم ورائحة ,ماذا ستفعلون لو استفقتم ذات صباح واكتشفتم أن البشرية أصبحت عاقر نسائها لم تعد تلد المزيد من البشر ,ماذا ستفعلون لو أن أسلحتكم ووقود قنابلكم وصوت الظلم توقف ,ماذا ستفعلون ,من ستحكون ومن ستستعبدون ومن سيخدم عروش إمبراطورياتكم ؟
نعم هذا السؤال لكم جميعا ,هذا السؤال لكل من يستطيع أن يحاكي طبيعة خلقنا ولماذا وجدنا .
لهذا يا سادتي ابتعدت بكل ما أستطيع عن أدبيات السرد النصي المنظم ,ونظمت من الكلمات ما يجول في خاطري من أفكار وتساؤلات ووضعتها كما هي ,لأنني متأكد أنها ستكون يوما ما ورقة نقاش تقودنا لنعيد ترتيب انسانيتنا المبعثرة ونعلي من شأن عقولنا ونرتقي بها لإعادة ترتيب ما يحملنا على قوارب النجاة من ويلات ما يفرضه العقل البشري الحاكم اللامبالي لوجودنا معه على ذات الأرض, وأنهم يحتاجون السلام الأمان الطمأنينة والوفاق ,الذي ما لم نتحرر من عقلية الإنسان المتسلط لن نصل الى هدف ,وسنبقى في ذاك الثقب وتحت ذات التروس التي تسحق الإنسان بكل ما يملك في كيانه .
هنا سأقول ما أتمناه ,السلام للإنسانية ,السلام لشعوب الأرض, دعونا نرتقي ,أرجوكم خذوا ما تشاؤون ودعوا لنا الحياة ,أرجوكم فنحن نستحق أن نعيش ولهذا خلقنا ,
ليزرع الله في قلوبكم وقولبنا السلام دائما . أسامة حريدين
This piece was both informative and amusing! For more, visit: LEARN MORE. Keen to hear everyone’s views!
Excellent article! The depth of analysis is impressive. For those wanting more information, I recommend this link: FIND OUT MORE. Keen to see what others think!
I thoroughly enjoyed this piece. Its clear, concise, and thought-provoking. Anyone else have thoughts on this? Feel free to check out my profile!